و مضى رفيق الدرب …

لقد كان رفيق السفر … ومعلم اجتماعي اليوم … ومقعدي في جميع الأوقات
لا أتمنى أن أتحدث معه … ولا أحب الجلوس معه … قريباً في قلبي …
كان هناك عام واحد فقط بيننا … كما لو كنا توأمين … كانت أرواحنا أرواحًا في جسدين
اخي..آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا كم اشتقت لرؤيته والتحدث معه …

عشر سنوات مضت على رحيله عن عالمنا تاركا وراءه أحلامه وطموحاته
غادر مسرعا دون أن يقول وداعا … غادر مسرعا … كأنه يشتاق لمكان آخر غير عالمنا

يا لها من ساعة غريبة ومؤلمة … مثل من عالم خيالي …
في اليوم الذي اتصل بي أخي الأصغر ليبلغني برحيل أخيه …
رحلة استغرقت ساعتين … للوصول إلى صحار وداعًا
نعم سأقول له وداعا ،،، بعد أن غادرنا بلا وداع وبدون غرفة
لم تكن رحلتي رحلة حزن … ولم تكن رحلة دموع
بل هي رحلة أفكار عاصفة ، بل حروب ومعارك فكرية

هل حقا ترك عالمنا ،،، هل يضيع ضحكتنا؟
وتختفي مقالبه ،،، هل تركنا فعلاً بهذه السهولة؟
لا أستطيع رؤيته قادمًا من مسافة بعد الآن ،،، ألا يظهر لنا من خلف المبنى ؟؟
هل انتهت حواراتنا ،، وهل تختفي كل ابتساماتنا ؟.
هل تختفي الضحكات … وتختفي كل الحكايات؟

وصلت إلى منزلنا ، لكن لم يكن منزلنا المعتاد
اختفى الضحك وظهرت الدموع والنحيب والبكاء
إنها مليئة بالناس … لكنها فارغة جدًا منهم في غياب أخي
كانت هناك أصوات … لا أعرف ، أصوات أو صراخ
صوت أختي .. لكن صوت آخر .. لا أعرف
لكن صوت أمي كان هناك … تقول أن نور هذا المنزل قد انقطع
مات … ومات قلبي .. ليتني مات قبل أن تحل علي هذه المأساة

هل أبكي أم أصرخ أم أصمت مع أحزاني؟
لا أعرف ، لا أفهم ما يحدث هنا.

ذهبت إلى المسجد ،،، كان هناك جثة ملقاة هناك
في صمت رهيب كأنه يروي قصة رحيله الصامتة
كنت أرغب في رؤيته ، لكنني قررت فقط إلقاء نظرة على الحدب
لا أريد أن أرى وجهه هكذا لكني سأتذكر وجهه المبتسم في اليوم الذي ودعته فيه منذ يومين
جلست بجانبه ، ولن أحكي له قصصًا في جلساتنا الأخيرة حول هذا العالم
لن أستمع إلى حكاياته أو خطاباته ،،، ولن يكون هناك ضحك
في الحقيقة سأقرأ اليوم آيات من القرآن وداعا لأخي على أمل أن يكون هناك لقاء.

جاء الصباح البائس ،،، جاء سريعا ،،، ليعلن ساعة الرحيل من سطح عالمنا إلى أحشاء أرضه
كانت رحلة صعبة ، في اليوم الذي أخذناه فيه وأخذناه إلى المنزل ، في آخر ساعة من الوداع
لقد كان وقتًا عصيبًا ، لا أعرف ما إذا كان حقيقيًا أم لا يزال خيالًا

بكت أمي وصرخت أختي: لا تتزوجي به ، بل ادفنني قبل أن تدفنه
وكانت هناك امرأة تبكي من هي؟ لا أعلم ، لكنه يشاركنا تعازينا ومأساتنا

حملناه بسرعة حتى لا يزداد الصراخ وينتهي النحيب بجانب أخي
خطواتنا إلى قبره ثقيلة ، وخطوات الرجال السريعة هناك
هل ستترك هكذا يا أخي بدون كلمة وداع في صمت عادتك؟

نام آخر نومه في فراشه الأخير ،،، قبرًا وقبرًا وأمام الكفن
تناثرت الأوساخ في وداع وقررت الدموع الآن أن تتدفق بلا توقف

وداعا للقلب الحبيب وداعا لأخي وحبيبي ورفيقي
وداعا قلبي النابض وداعا أعز الناس وأحبهم

إذا لم نلتقي قط على الأرض … وكأس مينون يفصلنا
لذا موعدنا غدا في دار خالد .. حيث يحيى المحب مع المحب

فخر الشمال

‫0 تعليق

اترك تعليقاً